الشر والشرير Secrets

                                      محمد المهدى المجذوب

واختلط سر الروح، بطبيعة التراب، ونشأ من تلاقيهما ـ أو تفاعلهما ـ في هذا الكيان البشري ضرب من الحياة، فيه سر السمو والنزوع إلى الله تعالى... وفيه طبع الانجذاب إلى خصائص الطين، والركون إلى المتعة الحيوانية، أو نشأ فيه ضربان من الاستعداد: أحدها ينزع به إلى تحقيق صفات الجمال والجلال.

أن الذين ينطقون ولكنهم لا ينطقون بالكلمة التي تنفع الناس , بل كلامهم هجو ولغو , ولذلك عبّر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم الصم البكم , والأصم هو الذي لايسمع والأبكم هو الذي لا ينطق لأن معنى أن تكون سميعا هو أن تعرف قيمة سمعك فيما يتصل بإنتاج الحياة من خلال ما تسمع.

ما بعد الإنسانية.. هواجس أتمتة الوعي ومسخ القيم.. ... د. عبدالعزيز عيادة الوكاع

فالشئ قد يكون شرا بلحاظ طبيعته , وقد يكون خيرا إذا كانت هناك مصلحة بحيث تتغلب على المفسدة الموجودة فيه , كما هو الحال فيما يسمى بـ (قاعدة التزاحم) .

وعن “الحقيقة” التي هي في جوهرها الأعم درجات تفضي الي اليقين.. كعلم، وحق، وعين، يقول “الحلاج” في “طواسينه” البديعة:

وهذه إشارة للإنسان فالله خلق كل دابة من ماء فبعضهم يزحف على بطنه وبعضهم يمشي على أربع وبعضهم يمشي على رجلين, فكلهم دواب والدابة هي ما دب على وجه الأرض من مخلوقات الله تبارك وتعالى , وهذا كناية عن الأشخاص الذين لديهم السمع ولكن لا يسمعون الشر فيا لأنهم لا يحرمون أسماعهم فيما يرفع مستوى عقولهم , وبالتالي يرفع مستوى حياتهم ومستوى حياة الناس من حولهم .

أما الخير المعنوي فأين مصادره من الحواس وانفعال الغرائز؟  إنه  معنويات صرفة، أو صفات ومُثل خالصة من قبيل ما ذكرنا من الصدق، والأمانة، والعدل، والإحسان... ليس فيها  ما تشهده حاسته أو تنفعل به غريزته.

كيف يكون في قدر الله شر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الشر ليس إليك الشر ليس إليك ؟

لكن دراسة هذا الموضوع صعب ومستفيض: لا يوجد تعريف جامع مانع للخير او الشر, او للفطرة او معيار للمصالح والمفاسد المطلقة.

. حيث لا فكر له يدرك حرمة الملكيات ولا إرادة تقف به عن الحدود المرسومة...

وذلك يدعونا إلى دراسة بعض جوانب تلك القضية الدقيقة، لعل أن نتبيّن فيها خيطاً من النور نهتدي به إلى سبيل الرُّشد.

مسجد حديث بطابع تراثي يفتح أبوابه للمصلين بقرية ميرني في تتارستان

وتلك الصفات هي لباب الخير، وحياة حقيقة الإنسان على ما قدمنا... و بها تنقدح انفعالات في أعماق الباطن، لا في ظاهر الحس، وغرائز السطح.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *